يوم عاشوراء ليس مجرد يومٍ عاديّ في التّقويم الهجريّ، وفي بعض الدّول الإسلاميّة يطلقون على شهر محرّم عاشوراء.
إنّها مناسبة عظيمة تحمل في طيّاتها معانٍ دينيّة قيّمة وعبرًا يمكن تثبيتها في ذاكرة أبنائنا، ففي ظل انشغالنا الدائم، قد يمر هذا اليوم من دون أن نستثمره كفرصة تعليمّة تحمل معها الكثير من القيم والمعاني وترفع وعي الطفل بمناسبات دينية مهمّة.
لماذا عاشوراء فرصة تربوية ذهبيّة تستحق أن نوليها اهتمامنا؟
بما أنّ البساطة هي مفتاح الوصول إلى قلوب وعقول الصغار فالأساس في تعليم الطفل هو إيصال رسالة واضحة ومُحببة ترسخ في عقولهم بشكل مناسب :
الرّسالة الاولى: شكر اللّه على النّجاة والنّصر، فعندما جاء النّبي محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المدينة المنوّرة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء. وحين سألهم عن السّبب، أجابوه إنّه اليوم الذي نجّا الله فيه نبيّه موسى عليه السلام وأنقذه من فرعون وجنوده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بموسى منكم"، وصامه وأمر بصيامه.
هذه القصّة تعلّمنا شكر اللّه تعالى على نعمه الكثيرة، وعلى نصره للمظلومين، وعلى قوّته وقدرته الّتي تفوق كلة قدرة و قوّة.
الرّسالة الثّانية :
اليوم هو يوم خاصّ اسمه عاشوراء، فقد أراد نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم أن نشكر اللّه على هذه النّجاة، لذلك حثّنا على صيامه ولكنّه أمرنا أن نخالف اليهود بصيام يوم قبله أو يوم بعده.
وهذا هو الشّكر العمليّ الّذي أمرنا به نبيّنا عليه السّلام .
الرّسالة الثالثة : تّحدّث نبيّنا عن مفاهيم العدل، النّصر الإلهيّ، والشّكر.
وتجنّب الخوض في التّفاصيل المعقّدة أو الحزينة، وركّز على جانب النصر، النّجاة، والشكر. فالأطفال يتأثّرون بالمفاهيم الواضحة والقصص المُلهمة.
* الصبر: كيف صبر النّبي موسى وقومه على أذى فرعون.
العدل: كيف أنّ اللّه لا يرضى بالظّلم وينصر المظلوم فاللّه عادل يحبّ العدل.
القوّة الإلهيّة: .إنّ الله قادر على كلّ شيء.
الرّسالة الرّابعة : المشاركة العمليّة وتكمن في تشجيع طفلك على المشاركة في هذا اليوم
* صيام جزئيّ: إذا كان طفلك صغيرًا يمكنه الصّيام لساعات قليلة، أو الامتناع عن أكل حلواه المفضّلة كنوع من المشاركة والتّدريب.
* الدّعاء والشّكر: علّم طفلك أن يرفع يديه ويدعو الله، ويشكره على نعمه.
* قراءة قصّة: اقرأوا معًا قصصًا مصوّرة عن النّبي موسى عليه السّلام، فهذا يعزّز فهمهم ويُثري خيالهم.
إنّ يوم عاشوراء فرصة عظيمة يجب اغتنامها وذلك لبناء وعي دينيّ وقيميّ في عقول أبنائنا. بكلمات بسيطة، وقصص مُحبّبة، ومشاركة عمليّة، يمكننا أن نحوّل هذا اليوم إلى ذكرى لا تُنسى في قلوب وعقول أطفالنا، نغرس فيها حبّ الله، والاقتداء بأنبيائه، وقيم النّصر والشّكر والعدل. فلنجعله يومًا للتـّعلّم والتّربية، وليس مجرّد يوم يمرّ مرور الكرام.